Search
Close this search box.

وزير الزراعة يعلن عن بدء العمل على استراتيجية وزارة الزراعة 2025-2030 بحضور رئيس لجنة الزراعة النيابية وسفراء الدول المانحة والمنظمات الدولية

نظمت وزارة الزراعة اجتماع رفيع المستوى حول قطاع الزراعة والأغذية في لبنان تحت عنوان “المبادرات والآفاق المستقبلية” في فندق راديسون بلو- بيروت وذلك نتيجة الاستشعار بخطورة المرحلة التي نمر بها، وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي، في ظل الاضطرابات الإقليمية، والحرب على غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على جنوب لبنان والتي خلفت اضرار جسيمة في هذا القطاع. حضر اللقاء سفراء و ممثلين الدول والهيئات المانحة بالإضافة إلى رؤساء بعثات المنظمات الدولية العاملة في قطاعي الزراعة والأغذية في لبنان، بالإضافة إلى مستشاري الوزارة والمدراء العامين ومدراء القطاعات ورؤساء المصالح الإقليمية في وزارة الزراعة.

في كلمته أشار وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن أن الاجتماع اليوم هو من أجل حمل هموم القطاع الزراعي وشجونه، للمساهمين أساسيين في مبادرات هامة في الامن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة الذين بفضل جهودهم تمكن هذا القطاع من الصمود بوجه الازمات المستمرة.

وقال “نعقد لقاءنا الأول اليوم تحت شعار أساسي وهو تعزيز الشراكة والتشبيك والتعاون، فالرؤية التي نعمل في اطارها هي تطوير القطاع الزراعي والغذائي وجعله مساهما أساسيا في تحقيق الامن الغذائي، ومحرك رئيسي لتعزيز قدرة الاقتصاد اللبناني على الصمود كاقتصاد منتج. والهدف العام هو رفع مستوى معيشة المزارعين وجميع العاملين في نظم الزراعة والاغذية نساء ورجالا لينعموا بمستوى معيشة لائقة من خلال رفع كفاءة الخدمات الزراعية وتأمين البنية التحتية والبيئة الإنتاجية المناسبة للاستثمار وتحقيق الربحية والتنافسية وتأمين الاستدامة.

وكشف وزير الزراعة خلال شرحه لواقع القطاع الزراعي في لبنان أن الزراعة تشكل حوالي 9% من الناتج المحلي الإجمالي، وما بين3-5 ٪ من الناتج القومي، و4.1% من إجمالي العمالة في لبنان؛ وهي مصدر رئيسي للتوظيف والدخل لجزء كبير من السكان في المناطق الريفية، حيث تشير التقديرات إلى أن الزراعة وقطاع الصناعات الغذائية الزراعية يساهمان بما يصل إلى 80 في المائة من الاقتصاد المحلي. وتحظى الزراعة وصيد الأسماك والغابات بأعلى حصة من العمالة غير الرسمية. وساهمت صناعة تجهيز الأغذية بنسبة إضافية قدرها 4 في المائة، ليصل إجمالي مساهمة قطاع الزراعة والأغذية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 13 في المائة في عام 2020. وتابع الحاج حسن أن الأزمات المتعددة التي شهدها لبنان منذ عام 2019 قد أدت إلى تفاقم الوضع، وانخفض الإنتاج الزراعي بسبب الأزمة الاقتصادية، مما أثر على سبل عيش الفئات الأكثر فقرا. فارتفاع تكلفة الإنتاج، والاعتماد على الواردات للحصول على المدخلات، والاستثمار المحدود في المعدات والبنية التحتية، إلى جانب هيكل “احتكار القلة” في نظام الأغذية الزراعية، يشكل تحديات أمام القدرة التنافسية والإنتاجية للقطاع. مما حد من إمكانية الوصول إلى الغذاء والقدرة الإنتاجية، وحدّ من القدرة الاستهلاكية للغذاء ذات الجودة والنوعية، وسبب في تزايد انعدام الامن الغذائي لشريحة كبيرة من اللبنانيين لا سيما الذين تشكل الزراعة مصدر رزقهم، كذلك انعكس على الفئات الأكثر هشاشة في لبنان من النازحين واللاجئين السوريين والفلسطينيين. أضف الى ذلك تغييرات المناخ حيث يعتبر القطاع الزراعي أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا، وبشكل مباشر، بالتغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة وهطول الأمطار وتحد من الموارد المائية وتؤدي الى انخفاض أو فشل في المحاصيل الزراعية ظواهر جوية متطرفة مثل الجفاف ً والصقيع والبرد والعواصف الشديدة والفيضانات.

وأضاف وزير الزراعة أنه يعد القطاع الزراعي اليوم من اكثر القطاعات تضررا بسبب اعتداءات العدو الإسرائيلي الهمجية، من خلال القصف والتدمير الممنهج على جنوب لبنان بالإضافة الى الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين وممتلكاتهم أدى استخدام الفوسفور الأبيض الشديد الخطورة والمحرم دوليا الى القضاء على اكثر من ٨٥٠٠ دونم من الاراضي الزراعية والحرجية واكثر من 60.000 شجرة زيتون معمرة ، ،وخسائر جسيمة في جميع القطاعات الزراعية والحيوانية فحرم 78٪ من المزارعين ومربي النحل والطيور والابقار في الجنوب من مصادر دخلهم الأساسية منذ تشرين الأول 2023.

ازاء هذه التحديات وفي إطار الشراكة مع الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية أكد الحاج حسن أن الجهود تتركز على المحاور والبرامج التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للزراعة في لبنان 2020-2025. لا سيما لجهة تأمين استدامة سبل عيش المزارعين والمنتجين، من اجل الحفاظ على أعمالهم الزراعية والغذائية وتعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة الازمات الاقتصادية وتلك المتصلة بتغييرات المناخ، كما تركز العمل على تطوير زراعات محلية، وزيادة الإنتاج والانتاجية من خلال التدريب وبناء القدرات من اجل زراعة أكثر ربحية وتنافسية تسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد، وتطوير الصادرات الزراعية.

كاشفاً تعاون وزارة الزراعة مع الشركاء في التنمية من دول مانحة ومنظمات دولية وإقليمية على اعداد وتنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع الجاري تنفيذها او اعدادها للتنفيذ مصنفة اما كمساعدة طارئة، او كدعم تقني، او ذات طابع تنموي، والتي تدخل ضمن توجهات الوزارة الاستراتيجية.

وعبر عن رغبة وزارة الزراعة في تحديد مسار جديد للقطاع الزراعي في لبنان. وربما للمرة الأولى، تعمل الوزارة على تطوير وتنفيذ استراتيجية زراعية طموحة تجمع بين الأهداف الطويلة الأجل والضرورات العاجلة. والنظر في هذه الأولويات من حيث حالات الطوارئ قصيرة الأجل، ولكن أيضًا من حيث ما ينبغي أن تتضمنه الاستراتيجية الزراعية للفترة 2025-2030 كنقطة تركيز للعمل.

مؤكداً أن هذه الإستراتيجية المتطورة لا معنى لها دون دعم جميع أصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين على جميع المستويات: المزارعين، والتعاونيات، والجهات المانحة، وشركات الأغذية الزراعية، والمستشارين الزراعيين، والتدريب، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، وما إلى ذلك.

وأضاف أن التخطيط الإستراتيجي مبني على نقطتين، من خلال الاستمرار في دعم المزارعين بمساعدة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية للاستجابة لحالات الطوارئ الحالية، وتحديد وتنفيذ برنامج استثماري للزراعة المستدامة والقادرة على الصمود.

وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية:

1- إضفاء الطابع الإقليمي على قطاعات الأغذية الزراعية من خلال دمج القضايا البيئية وقضايا التوظيف والمساواة

2- استهداف وتحقيق الاكتفاء الذاتي

3- توضيح دور وزارة الزراعة ودعمها للمزارعين

4- التفكير والبت في مستقبل قطاعات لبنان التاريخية التي تعاني من أزمات منذ فترة طويلة.

وأن التوجهات القادمة ستعمل لتحقيق النقاط التالية:

الاستمرار في تقديم الدعم المباشر للمزارعين والمنتجين لتحسين سبل عيشهم وصمودهم

الاستمرار في رصد وتقييم مخاطر الامن الغذائي

العمل لزيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة

دعم سلاسل الإنتاج للاستهلاك المحلي والمعدة للتصدير

تعزيز الاستثمار في سلاسل الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني

تطوير قطاع مصايد الأسماك وتربية الاحياء المائية النهرية والبحرية

أعادة بناء القدرات والبنى التحتية الزراعية التي هدمتها الحرب الإسرائيلية في لبنان وتحديدا في جنوبه

تعزيز العمل التعاوني وتطويره

تعزيز فلسفة توطين القمح الطري المعد للخبز لتحقيق أمن غذائي أكثر صلابة

وختم الحاج حسن أنه تم وضع آلية للتواصل مع الهيئات المانحة والمنظمات الدولية للعمل على إستراتيجية الوزارة القادمة 2025-2030

شارك هذا المقال
محلي

الرئيس بري لصحيفة “الجمهورية” : سليمان فرنجية عماد المرشحين .. والفارق الوحيد والكبير في هذه المفاوضات يكمن في أنّني افتقدت وجود ركن أساسي إلى جانبي هو الشهيد السيد حسن نصرالله

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث لصحيفة “الجمهورية”، أنّ “عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار تجاوز الـ52

إقرأ المزيد