أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس بعد أن ألقى خطبة جمعة التي قال فيها أن “ما نواجهه اليوم ليس حرباً عسكرية محضة وإنما يخوض أعداؤنا اليوم أشرس حربهم مع أمتنا بالثقافة والأخلاق، وهم يمزّقون شملنا حيث تركت الانظمة بين ايديهم وضع انظمتنا وبرامجنا التربوية والثقافية بعد وضع ايديهم على وسائل الإعلام والاعلان التي تُروّج لثقافة الفساد الأخلاقي والإجتماعي والسياسي وتفريغ النشء من أي مضمون أو هدف ذي قيمة في الحياة بل ليكون ضائعاً يمشي دون هدف فضلاً عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وخلت البرامج المدرسية من التربية على القيم الدينية والوطنية”.
واضاف “كما ندعو القوى السياسية الداخلية في لبنان إلى سلوك هذا المسار لتخفيف الخسائر ووضع حد للإنهيار والحفاظ على ما تبقى من الوطن، فالوطن لا يقوم بالكسر والإنكسار وانما بالتلاقي والحوار والتفهّم والتفاهم بين أبنائه ومكوناته كما لا يقوم برفع السقوف وإنما بالواقعية السياسية والتواضع بين القوى السياسية المختلفة فلا محل لشعار الطلاق بين اللبنانيين لأننا محكومون بواقع لا يمكن تجاوزه لأحد وهو أن لبنان وطن نهائي لبنيه وبثقافة الدين الذي يدعو الى توثيق العُرى بين المختلفين، وأن نعلم أنّ المقاومة إلى جانب الجيش والشعب هي حتى الآن الوسيلة الوحيدة للدفاع عن حدود الوطن وسيادته”.
أما في موضوع الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية قال الشيخ “سقطت الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن والقانون الدولي بالضربة الغربية القاضية التي جاء ممثل الإتحاد الأوروبي بالأمس ليعلن وفاتها والتهيؤ لدفنها متأخراً بعد أن تعفّنت وفاحت رائحتها النتنة فهي لم توجد إلا كغطاء لتحقيق غاياتهم الخبيثة وليس لتحقيق العدالة الدولية كما يدّعون وهذا يؤكد اليوم أن الحق المغتصب لا يُعطى بقوة القانون بل يؤخذ بقوة أهله والتضحيات التي هم على إستعدادٍ لتقديمها فلا محلّ للضعفاء في هذا العالم”.
وختم الشيخ الخطيب قائلا “تحية للجنوب وتحية للجنوبيين الشرفاء والأوفياء تحية لجبل عامل جبل الإباء والصمود وتحية لغزة والضفة وأهلها الشرفاء الصابرين في معركة البطولة والفداء تحية للمقاومة في جنوب الفداء وتحية الفخار للشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم ساحات الوغى دفاعاً عن لبنان وعن سيادته ليبقى أرزه شامخاً وشعبه مرفوع الرأس لن يُذلّ”.