أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب صلاة الجمعة في مقر المجلس بعد أن ألقى الخطبة التي اشار فيها الى أنه “استُخدمت الحرب الإعلامية وبشكلٍ غير مسبوق وبأدواتٍ متطورةٍ وشاملة على العالم العربي والإسلامي، وبالأخص على قوى المقاومة التي استطاعت التخلّص من المحاولات المتتابعة لمحاصرتها والتخلص منها على مدى وجود هذه المقاومة بالحصار والتشويه وحرف الصراع باتجاهات مفتعلة بخلق فتن داخلية مذهبية وعرقية، وخلق مناخ شعبي عربي وإسلامي قابل للتطبيع مع العدو، ومثَّلت الساحة اللبنانية الجغرافيا المهمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية الخبيثة عبر قوى عميلة ترتبط بالقوى الغربية وربما بالصهيونية التي وضعت الخطط التي رأت انها كفيلة بتحقيق هذا الغرض مهَّدت لها بالحصار الذي فرضته على لبنان والانهيار الاقتصادي وتفجير المرفأ لتستغله في توجيه الاتهام للمقاومة بعد أن ساهمت بشكلٍ فاجرٍ في الاسهام بتفجير المنطقة عبر الفتنة الطائفية والدفاع عن القوى الارهابية، وعلى رأسها داعش وما تقوم به اليوم من حرب إعلامية فاجرة على المقاومة، في الوقت الذي تخوض فيه دفاعاً بطولياً عن سيادة لبنان وشعبه وبناه التحتية التي تتعرض لعدوان اسرائيلي إرهابي للتأثير على شريحة لبنانية بعامل التخويف من نتائج انتصار المقاومة وبدواع وخلفيات طائفية غير حقيقية لم تكن إلا غطاءً وتبريراً لموقفها وسلوكها التاريخي المعادي للمقاومة بخلفياتها المختلفة قومية وفلسطينية ولبنانية وطنية وإسلامية، فالمبررات التي تدّعيها اليوم ما هي إلا ذرائع يقف خلفها موقف مبدئي يتماهى مع العدو الصهيوني.”
وأسف الشيخ الخطيب لأن “هذا الفريق استطاع أن يخدع شريحة من اللبنانيين ويقنعهم بادعاءات واهية لا أساس لها رغم تجاربه الخاسرة السابقة والمتكررة التي أضرّت بها وسلختها عن محيطها وشعبها الضنين بها والذي لا يضمر لها إلا الخير ولا يزال وسيبقى يعتبرها جزءاً عزيزاً منه ويعمل على انعتاقها وتحريرها من هذا الطوق والحصار والسجن الذي وضعها فيه بمحبة المواطنة المخلصة، فهو لا يرى في التنوع الديني إلا إحدى وجوه الغنى الذي يثري وطننا ويعده رسالة التعايش بين الاديان للعالم الذي يظهر قبح الغرب العنصري الذي يُمثّله الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ويخوض تحت حمايته وغطائه ودعمه السياسي والعسكري على شعبها حرب الابادة المتوحشة متمرداً على كل القوانين والمعاهدات والاعراف الدولية والإنسانية، ويضيره أن تتعايش بجانبه أطياف متنوعة الاديان والمذاهب.”
مؤكداُ أنه “نحن على يقين أن اللبنانيين في غالبيتهم لا يمكن أن يروا في هذا الوحش نموذجاً للتعايش وهو يقوم بهذه الأعمال الوحشية والبربرية إلا لمن يحمل نفس المواصفات البربرية التي مورست مع السيد المسيح وأمه العذراء الطاهرة ويرى في الموقف الحالي من المقاومة استمراراً للحرب منذ ألف وأربعمائة عام، أليست هذه العقلية المتخلفة نموذجاً كافياً ليكتشف اللبنانيون أي مصير يقود هؤلاء لبنان إليه؟؟ ويبقى للبنانيين أن يحكموا على ذلك.”
وفي هذا السياق شدد الخطيب على أن “انظروا إلى اللغة التي تتحدث بها المقاومة، لغة الدفاع عن سيادة لبنان وعن اللبنانيين، لم يصدر منهم إلا لغة الحب للبنانيين جميعاً، لغة العيش الواحد والمواطنة الصادقة، ولم يدفعهم الخلاف في السياسة مع الآخرين إلى رفض العيش معهم او الإساءة إلى معتقداتهم، بينما نرى العكس من اعداء المقاومة من الدعوة إلى الانزواء والانفصال ولغة العداء والعنصرية والحسابات الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة ولغة الاستعلاء والفوقية والانكار ومراجعة لفترة الحرب الاهلية الملعونة، ترى منهم استخدام اللغة نفسها وأن هؤلاء ليسوا الا بيدقاً للمشروع الغربي الذي بدأ في طريق التراجع تحت ضغط المقاومة وصمودها وخصوصاً في غزة وجنوب لبنان والمنطقة التي تحاصره اليوم، ولم يستطع على الرغم من الحماية والدعم الغربي أن يقضي على المقاومة أو يسترجع أسراه وهو اليوم تحت الخوف من رد المقاومة على إرهابه الجبان باغتيال قادة للمقاومة، تسعى الولايات المتحدة الى التحايل لمنع قوى المقاومة والجمهورية الإسلامية الايرانية الثأر منه.”
وختم نائب رئيس المجلس بالقول أن “الحرب العدوانية التي يتعرّض لها لبنان تستوجب من اللبنانيين التكاتف والتعاضد، ونتوجّه لكل من تعاطف وفتح بيته للنازحين بالتحية، ونحن ندعو الى مراعاة الظروف وعدم الاستغلال لرفع قيمة الإيجار ووضع الشروط التي تُرهق الناس كما تقتضيه الأخوّة والمواطنة. “